تحليل لروسيا اليوم: "انسحاب بوتين" يؤكد "خلاف" موسكو ودمشق..واهداف الكرملين تختلف عن "طائفية" ايران

الاسد وبوتين

17.03.2016 | 18:34

خلص تحليل نشرته قناة "روسيا اليوم"  التابعة لوكالة الانباء الروسية الرسمية يوم الخميس إلى ان توقيت بدء انسحاب القوات الروسية من سوريا وتأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "موعد الحل السياسي قد آن" يعكس "خلافا روسيا سوريا وان حاول الطرفان نفيه"، معتبرا ان هدف روسيا الأساس "تسوية سياسية تؤدي لتغيير في منظومة الحكم، وتؤسس لمرحلة ديمقراطية جديدة؛ وهذا ما لم تقبل به دمشق" التي ستكون امام "تكالبف باهظة" حال رفض الحل الروسي، على حد وصف التحليل الذي ميز بين ما قال انه اهداف ايران "الطائفية" في سوريا، واهداف موسكو التي "تتساوق مع مكانتها الدولية".


وكان الرئيس الروسي ي أمر يوم الاثنين بسحب معظم القوات الروسية من سوريا وذلك بعد خمسة أشهر من توجيه ضربات جوية قائلا إن الكرملين "أنجز معظم أهدافه".


وسرد التحليل- المنشور على وسيلة روسية رسمية تتبنى وجهات نظر الكرملين- احداث سياسية رأى فيها دليلا على ان "  هدف العملية العسكرية-الروسية في سوريا هو ترتيب شروط التسوية، وليس القتال إلى ما لا نهاية" موضحا ان من بين هذه الاحداث "تصريحات مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين ردا على الأسد، الذي رفض الهدنة العسكرية بادئ الأمر؛ ثم تعليق الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على إعلان الأسد عن إجراء انتخابات تشريعية، وأخيرا الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم، عقب تصريحات الأخير السبت الماضي، التي نسف فيها أسس مفاوضات جنيف، والتفاهمات الأمريكية-الروسية".


ورغم دعم روسيا للنظام وتدخلها عسكريا قبل اشهر في سوريا لاعادة توجيه دفة الحرب الى صالحه، الا ان خلافات ظهرت على المستوى الاعلامي بين الجانبين تجلت بدعوة موسكو الرئيس بشار الاسد الاستماع لنصائحها لانه "اخطأ مرارا" اضافة الى تأكيد زخاروفا ان الانتخابات ستكون بالتنسيق مع المعارضة بعد اعلان الاسد عن موعدها منفردا، والتصريح الحاد من تشوركين بان تصريحات الاسد "لا تتماشى مع الجهود الروسية"، واخيرا تاكيد لافروف للمعلم ان "لابديل عن التسوية السياسية التوافقية" بعد تصريحات راس خارجية النظام ان "الاسد خط احمر".


واعتبر التحليل ان بدء الانسحاب الروسي يؤكد موقف روسيا المعلن منذ بداية تدخلها في سوريا من ان "موسكو لم تات  من أجل شخص بعينه، وإنما من أجل مصالحها الاستراتيجية الكبرى؛ ومنها عدم إسقاط منظومة الحكم في سوريا بالقوة العسكرية".


وقال بوتين في وقت سابق من يوم يوم الخميس إن "نجاح" بلاده العسكري في سوريا سمح له بإصدار أوامر بسحب جزئي للقوات لكنه شدد على أن الكرملين "قادر على تعزيز تواجده مرة أخرى خلال ساعات وأنه سيواصل شن غارات جوية".


وتابع التحليل ان هدف روسيا تحقق "عبر تمكين القوات الروسية الجيش السوري (النظامي) من استعادة مناطق مهمة في الشمال الغربي لسوريا، وإزالة تهديدات فصائل المعارضة المسلحة من جهة، وعبر تسليح الجيش بأسلحة تمكنه من الاستمرار في معاركه في حال فشل الهدنة العسكرية من جهة أخرى".


 وتزامن نشر روسيا اليوم للتحليل مع كلمة لبوتين امام عسكريين روس توقع خلالها ما اسماه بـ"انتصارات جديدة ومهمة في القريب العاجل." في سوريا معربا عن أمله في أن يستعيد الجيش النظامي تدمر قريبا.


وذهب التحليل الروسي الى ان  "أهمية قرار الانسحاب على المستوى السياسي تفوق أهميته على الصعيد العسكري؛ خاصة أن قرار الانسحاب جاء في يوم انطلاق مفاوضات جنيف؛ والرسالة الروسية كانت واضحة: لقد آن أوان التسوية السياسية. وهو ما أعرب عنه الرئيس فلاديمير بوتين صراحة؛ سواء خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس السوري بشار الأسد، أو أثناء لقائه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في الكرملين. وإزاء هذه النقطة، يمكن رصد الخلاف الروسي-السوري، وإن حاول الطرفان نفي ذلك".


وارجع التحليل تسلم روسيا دفة الازمة السورية من ايران بـ"ضوء اخضر امريكي" الى ان الفرق بين "الرؤية الاستراتيجية ضمن المنظومة الدولية لموسكو  والاهداف الطائفية لايران وبعدها الاقليمي يسمح بإجراء تسوية دولية مع موسكو في سوريا، ولا يسمح بإجراء تسوية مع إيران حول سوريا".
واجتذبت الحرب السورية قوى متباينة، فقد أيدت دول غربية على راسها امريكا اضافة الى السعودية وتركيا وقطر فصائل المعارضة، بينما تحالفت ايران مع روسيا لدعم النظام، بثقل ايراني اوضح عسكريا منذ بدء الاحداث، الا ان العام الماضي شهدا تغيرا بقيادة روسيا الدفة العسكرية بعد تدخل طيرانها مباشرة في سوريا.


وذهب التحليل الى ان "نتائج سياسية وعسكرية ستترتب على قرار روسيا سحب القسم الأكبر من قواتها العسكرية من سوريا، مثلما ترتبت نتائج على بدء عمليتها العسكرية هناك".

ووفقا لفيكتور بونداريف قائد سلاح الطيران الروسي في فأن روسيا ستكمل سحب أغلب قوتها الجوية في سوريا في أي وقت قبل نهاية الأسبوع الجاري، فيما قالت وكالة الانباء "رويترز" 18 طائرة أو نصف عدد الطائرات العسكرية الروسية المقدر عددها بست وثلاثين غادرت سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية.


وعرضت قناة روسيا 24 يوم الخميس لقطات لثلاث قاذفات من طراز سوخوي-24 تهبط في قواعدها بمنطقة الأورال.


سيريانيوز
 



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved